مناظر الرومانسية والخطبة واحتفالات الزواج فى العصر القاجارى فى ضوء مخطوط "نوش آفرين" المحفوظ بمتحف جاير أندرسون "دراسة آثارية فنية ونشر لأول مرة"

ملخص:
تضم العديد من المتاحف والمكتبات العالمية الكثير من المخطوطات الأدبية الفارسية ذات القصص الرومانسية المتنوعة؛ أمثال: ليلى والمجنون، وخسرو وشيرين، ومهر ومشترى، وهماى وهمايون . . . وغيرها من قصص العشاق المعروفة بين علماء وباحثين التصوير الإسلامى؛ ومما يلفت النظر أنه لم يتطرق أحدًا من الباحثين للدراسة الفنية لتصاوير نسخة فريدة من مخطوط "نوش آفرين" المحفوظة بمتحف جاير أندرسون بالقاهرة تحت رقم حفظ (4024)، وترجع أهمية هذه النسخة أنها لم يسبق دراستها أو نشرها من قبل، وتشتمل على أسلوب فنى خاص ميزها عن غيرها من النسخ الأخرى، فهى تتميز بالأسلوب الفنى الشعبى فى العصر القاجارى، وهو أسلوب فنى يختلف عن الأسلوب الملكى الاستقراطى الذى يتم تحت رعاية الشاهات القاجاريين، كما أنها تلقى الضوء على مراسم احتفالات الزواج، وظاهرة تعدد الزوجات فى العصر القاجارى، وهى تشتمل على مختلف فنون الكتاب من تجليد، وكتابات، وتصوير، وتذهيب.
وبالإطلاع على نسخة المخطوط تبين أنها فاقدة لنص فاتحة المخطوط، وخالية من الخاتمة وبالتالى فهى تخلو من اسم المؤلف، والناسخ، والمصور، ومكان وتاريخ نسخها[1]؛ ولكن مدون اسم المخطوط فقط بصيغة "نوش افرين" بأعلى الصفحة الأولى من المخطوط (ورقة1/وجه) (لوحة 1)، ويقع المخطوط فى 63 ورقة، ضمت فيما بينهم 24 تصويرة ملونة، وقد وقع اختيار الباحثة على أحد عشر تصويرة منهم لدراستهم دراسة آثارية فنية ونشرهم لأول مرة، وذلك لتناولهم موضوع من الموضوعات الشائعة فى العصر القاجارى؛ ألا وهو المناظر الرومانسية والخطبة واحتفالات الزواج، وتتم دراسة التصاوير المختارة طبقًا لترتيبها فى نسخة الدراسة، لتعبرعن تسلسل أحداث القصة، وذلك بعد استبعاد التصاوير المتشابهة والمتكررة والبعيدة عن موضوع الدراسة[2]، فضلاً عن تغطيتها لجوانب مختلفة من القصة سواء من الناحية الإجتماعية والثقافية والتاريخية والدينية والفنية، كذلك اشتمالها على عناصر تكوينية وزخرفية؛ من عناصر آدمية، وحيوانية، ونباتية، ورسوم عمائر، ومختلف الفنون التطبيقية؛ من رسوم الملابس، والأثاث المختلفة، وأدوات الطعام والشراب، وأدوات الموسيقى، إضافة للخطة اللونية المتبعة فى تنفيذ تصاوير الدراسة، والتى تعكس بدورها السمات الفنية لمدرسة التصوير التى ينتمى إليها المخطوط، مما يساعد فى إثراء عملية التحليل الفنى، ومن ثم تأريخ المخطوط.