بيت حسين بن يحيى الرفاعي بمنطقة جازان (1341هـ – 1922م) دراسة أثرية معمارية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العمارة الاسلامية بقسم الآثار الاسلامية - کلية الآثار - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

تقع منطقة جازان في الرکن الجنوبي الغربي من المملکة العربية السعودية ، على امتداد الساحل الشرقي للبحر الأحمر بين خطي طول 20 41 – 20 43 شرقا، وبين دائرتي عرض 20 16 – 40 17 شمالا، يحدها من الشمال منطقة مکة المکرمة، ومن الشرق منطقة عسير، ومن الجنوب اليمن، ومن الغرب البحر الأحمر، ومرکزها الإداري مدينة جازان ومن محافظاتها صبياء وأبو عريش وصامطة وفرسان والعارضة وغيرها.
وتحوي المنطقة العديد من المواقع الأثرية المختلفة التي تعود إلى فترات موغلة في القدم، تمتد من العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث حتى بدايات هذا القرن، کما تنتشر فيها مواقع الرسوم والنقوش الصخرية ومواقع التعدين القديم ، إضافة إلى العديد من آثار الفترة الإسلامية مثل المساجد والقصور والحصون والقلاع )[1] (.
وکان اسمها القديم المخلاف السليماني ومخلاف تعني منطقة أو إقليم أما السليماني فهو نسبة إلى أحد حکام المنطقة في القرن الرابع الهجري، وتبلغ مساحة منطقة جازان حوالي 12 ألف کم2، ويبلغ عدد سکانها حوالي مليون نسمة حسب تعداد عام 1413هـ )[2] (.
ويختلف مناخ منطقة جازان باختلاف المواقع وارتفاعها عن سطح البحر، ومن واقع هذا الاختلاف يمکن تقسيم الإقليم إلى أربع مناطق جغرافية هي تهامة الساحل، تهامة العليا ، السراة ، الهضاب الداخلية ، والمناخ السائد في منطقة جازان هو ارتفاع في معدلات الحرارة وارتفاع الرطوبة في فصل الصيف ، بينما تکون معتدلة في فصل الشتاء)[3] (.
هذا وترتبط إداريا مع منطقة جازان مجموعة کبيرة من الجزر، التي تقع غربي المنطقة في البحر الأحمر ولعل أهمها وأشهرها جزر فرسان ، وهي مجموعة کبيرة من الجزر وقاعدتها جزيرة فرسان الکبيرة، حيث توجد بلدة فرسان التي تقع فيها الإدارات الحکومية والمحافظة، وتبعد فرسان عن مدينة جازان حوالي 50 کم)[4] (.
وتتميز فرسان بأهمية کبيرة من الناحية التاريخية والحضارية، حيث تحتوي على العديد من المواقع الأثرية والآثار التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، إذ عثر في وادي مطر الذي هو أکبر المواقع الأثرية فيها على عدد کبير من الأساسات لمبان دائرية وأخرى مستطيلة، کما عثر على نقوش صخرية وبقايا بنايات تعود إلى الفترة العثمانية ، وآثار فرسان بوجه عام تعود إلى الفترة ما بين الألف الأول قبل الميلاد وحتى الفترة العثمانية ومن آثارها الباقية مسجد النجدي القلعة العثمانية ، بيت الرفاعي، وبيت الجرمن، وهما يوضحا مرحلة من الازدهار التي شهدتها فرسان)[5] ( .
حظيت عمارة المساکن والبيوت في التراث العربي الاسلامي باهتمام کبير ، وقد عبر القرآن الکريم عن ذلک تعبيرا واضحا کما في قوله تعالي : " والله جعل لکم من بيوتکم سکنا وجعل لکم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنکم ويوم اقامتکم ومن أصوافها واوبارها واشعارها اثاثها ومتاعا الي حين " )[6] (صدق الله العظيم .
يعد البيت الجبلي بمنطقة جازان بسيط في بنائه معقد في تفاصيله فلا يدخل في بنائه سوي الطين والأحجار والأخشاب ويوجد علي قمة جبل في عدة طبقات يقاوم العوامل المناخية من امطار ورياح وغيرها لمئات السنين . وللبيت الجبلي عدة مسميات منها المفتول أو الدارة ويتکون من عدة أنواع منها : الدارة وهو البيت المکون من طابق واحد والدارتان أي المکون من طابقين ، ومن أنواع البيت الجبلي ما يعرف بالمشراح والعلي وهما نفس النمط العمراني للمفتول الا انه يزاد عليهما مساحة اضافية بارتفاع البناء ويعدد طبقاته من خلف البناء .



-      ([1])الراشد، سعد بن عبد العزيز، مقدمة عن آثار المملکة العربية السعودية ، الطبعة الثانية ، وکالة الآثار والمتاحف ، الرياض ، 1999م ، ص 208 .


-     ([2])  الزيلعي، أحمد بن عمر وآخرون، آثار المملکة العربية السعودية، الجزء العاشر (آثار منطقة جازان) ، وکالة الآثار والمتاحف ، الرياض،2003م ، ص20.


-     ([3])  الشواطي ، محمد عبد الله ، القصور والمنازل الأثرية والتراثية في المملکة العربية السعودية، الهيئة العامة للسياحة والآثار، الرياض، 2011م ، ص 22 .


 ([4])الزيلعي ، أحمد بن عمر وآخرون، آثار المملکة العربية السعودية ، الجزء العاشر (آثار منطقة جازان) ، ص 32


([5]) الراشد ، سعد بن عبد العزيز، مقدمة عن آثار المملکة العربية السعودية ، ص212.


 ([6]) القران الکريم .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


-     القرآن الکريم .        
-     الراشد ، سعد بن عبد العزيز، مقدمة عن آثار المملکة العربية السعودية ، الطبعة الثانية ، وکالة الآثار والمتاحف ، الرياض ، 1999م.
-     الزيلعي ، أحمد بن عمر وآخرون، آثار المملکة العربية السعودية ، الجزء العاشر (آثار منطقة جازان)، وکالة الآثار والمتاحف ، الرياض ، 2003م .
-     الشواطي ، محمد عبد الله ، القصور والمنازل الأثرية والتراثية في المملکة العربية السعودية ، الهيئة العامة للسياحة والآثار، الرياض، 2011م .
-     الصويان ، سعد العبدالله ، موسوعة الثقافة التقليدية في المملکة العربية السعودية، المجلد الأول / المجلد الثاني، الطبعة الأولى، دار الدائرة للنشر والتوثيق ، فهرسة مکتبة الملک فهد الوطنية، الرياض، 2000م .
-     العقيلي ، محمد بن أحمد ، الآثار التاريخية في منطقة جازان ، دار اليمامة ، الرياض ، 1979م .
-     القرني ، محسن وآخرون ، المسح الميداني لمواقع الثقافة والتراث بمنطقة جازان (التقرير الأول) ، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، 1423ه.
-     موسوعة المملکة العربية السعودية، جازان، الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية، الفصل الثالث: آثار العصور الإسلامية ، متاحة على الرابط التالي: http://www.saudiency.net.
-     الحداد ، محمد حمزة إسماعيل : مدخل إلي دراسة المصطلحات الفنية للعمارة الإسلامية في ضوء کتابات الرحالة المسلمين ومقارنتها بالنقوش الأثارية والنصوص الوثائقية والتاريخية ، 
-  النعيمي ، فيان موفق : الشرفات في مساجد مدينة الموصل خلال العصور الإسلامية ، مجلة التربية والعلم ، مج 19 ، العدد 1 ، لسنة 2012 . 
- غالب ، عبد الرحيم : موسوعة العمارة الاسلامية ، بيروت، ط1 ، 1408ه / 1988م   
- الطايش ، علي احمد : الفنون الزخرفية الاسلامية المبکرة في العصرين الأموي والعباسي ، مکتبة زهراء الشرق ، ط3 ، 1434 ه / 2013 م