أثر التصوير الإيراني على تصاوير المخطوطات فى جورجيا فى القرن(11هـ/17م) فى ضوء نسخة من مخطوط الفارس فى جلد النمر ، دراسة آثارية فنية مقارنة"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الأثار والفنون الإسلامية المساعد بکلية الآثار – جامعة الفيوم

المستخلص

ترجع أهمية الدراسة إلى تناولها التأثيرات الإيرانية على تصاوير المخطوطات في جورجيا فى فترة القرن (11ه/17م)، ويرجع سبب ذلک إلى عدة أسباب تمثل معابر لإنتقال هذه التأثيرات، منها السياسية المتمثله فى أن جورجيا فى تلک الفترة کانت تابعة سياسياً للدولة الصفوية فى إيران، وذلک بعد معاهدة أماسية التى عقدت عام (962ه/1555م)[1]، والتى کان من بنودها أن توضع ولايات أزربيجان الشرقية، وکرجستان الشرقية تحت تصرف الدولة الصفوية، وکذلک أسس الشاة عباس الثانى فرقة من الغلمان المجلوبين من بلاد القوقاز وجورجيا عرفوا بغلمان الخاصة الشريفة[2]، بالإضافة إلى العامل الإجتماعى حيث کانت والدة الشاه عباس الأول[3] (996 ــــــ  1038هــ/ 1588ــــــ 1629م) من تلک المنطقة[4]، هذا بجانب العامل الفنى من خلال إرسال المخطوطات والفرامانات من قبل حکام الدولة الصفوية إلى جورجيا، حيث يحتفظ المرکز القومى للمخطوطات فى جورجيا بمجموعة من هذه المخطوطات يبلغ عددها (511) مخطوط، بالإضافة إلى أن جميع المخطوطات التى زوقت بالتصاوير فى جورجيا ترجع الى فترة القرن (11هــ/17م)[5]، وهى عدة نسخ من مخطوط الفارس فى جلد النمر[6]، محفوظة فى المتحف الوطنى بجورجيا.



[1] معاهدة أماسية عام (962ه/1555م)، کانت بين الشاة طهماسب والسلطان العثمانى سليمان القانونى، وکان من بنودها ان توضع ولايات أزربيجان الشرقية وکرجستان الشرقية تحت تصرف الدولة الصفوية، بينما توضع ارمينيا الغربية والعراق تحت تصرف الدولة العثمانية، للمزيد عن هذه الإتفاقية وبنودها راجع، طقوش،( محمد سهيل)، تاريخ الدولة الصفوية فى إيران(907 ـــــــ 1148هــ/1501 ـــــ 1736م)، دار النفائس، الطبعة الأولى، بيروت ، لبنان،2009م، ص ص102،101.


[2] البهنسى،(صلاح أحمد)، مناظر الطرب فى التصوير الإيراني فى العصرين التيموري والصفوي، الطبعة الأولى، مکتبة مدبولى، القاهرة، 1990، ص 98.الصعيدى،( رحاب أحمد)، الحليات المعمارية والتکسيات الخزفية على العمائر الدينية بمدينة أصفهان  فى عهدى الشاة عباس الأول  والشاة عباس الثانى،  مخطوط رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية الأثار، جامعة القاهرة،2005م، ص 397.


[3]  تولى الشاه عباس الأول الحکم فى أواخر عام(996هــ/1588م)، وأخذ على عاتقة تثبيت  دعائم ملکه، والنهوض بالدولة الصفوية مرة أخرى، فعمل على الإنفراد بالحکم ، ونقل العاصمة إلى مدينة أصفهان فى عام(1006هــ/ 1597م)، وأهتم بعمارتها وتزينها، وتوفى الشاه عباس فى عام (1038هــ/ 1629م)، فى مازندران ، للمزيد راجع، جمعة،( بديع)، الشاه عباس الکبير( 996ـــــ 1038هــ/ 1588ــــــــ 1629م)، دار النهضة العربية، بيروت،1980م، ص ص44، 45، فرغلى،(أبو الحمد محمود)، الفنون الزخرفية الإسلامية فى عصر الصفويين بإيران، مکتبة مدبولى، الطبعة الأولى، 410هــ/1990م، ص 47،


[4]  الزيات ،(أحمد محمد توفيق)، الأزياء الإيرانية فى مدرسة التصوير الصفوية والتحف التطبيقية، دراسة أثرية  فنية،  مخطوط رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية الأثار ، جامعة القاهرة، 1400هــ/ 1980م، ص 169.


[5]  کوشوريدزة ،(إيرينا) ، التصوير الإيرانى والعلاقات الثقافية الجورجية من العصر الصفوى إلى عصر قاجار،حديث الدار، العدد 28، 2010م، ص 26.


[6]  قصيدة الفارس في جلد النمر للشاعر شوتا روستافلي تتألف من 1600 بيت من الرباعيات، وتمثل القصة أن الملک روستيفان ملک المملکة العربية في أثناء رحلة للصيد رأى أحد الأشخاص على النهر يرتدي ملابس مصنوعة من جلد النمر، وأراد الملک أن يقبض عليه فأرسل إليه الجنود ولکنه قتلهم جميعًا واختفى، فأرسل الملک في أرجاء البلاد للبحث عن هذا الفارس الغامض دون جدوى، وکان لهذا الملک ابنة وحيدة هى الاميرة تينتان، والتى تربطها علاقة عشق وغرام مع الفارس أفتانديل، قائد قواد الملک، فطلب منه أن يعثر على ذلک الفارس فى فترة لاتزيد عن ثلاث سنوات، مقابل تزويجه ابنته، فوافق، وبعد البحث لمدة عامين وتسعة أشهر يجد أفتانديل ذلک الفارس فى أحد الکهوف ويتعرف عليه ويحکى له قصته، ويخبره بانه الفارس تاريل، ابن ملک المملکة السابعة من الهند (الملک ساريدان)، وأنه أحب الأميرة نيستان ابنة ملک المملکة السادسة من الهند، ولکن هذه الأميرة وعدت للزواج من أحد الأمراء الخوارزميون، فلم يستطع أن يتحمل هذا الخبر وبإيعاذ من الأميرة تم قتل الخاطب، فأخذت الأميرة وضعت فى قارب فى أحد البحار، وعلى الرغم من البحث الطويل لم يتمکن من العثور عليها، وفى وقت لاحق يقابله حاکم ولاية مازندران نور الدين فريدون، والذى يخبره أن نيستان على قيد الحياة ولکنها محاصرة على قارب بعيد فى البحر، وأدى ذلک إلى أن يقيم تاريل فى الکهف مع الخادمة أسمات خادمة نيستان، وهى  التى أخبرت أفتانديل بهذه القصة وطلبت منه مساعدة تاريل، فوافق على الفور، وعاد إلى ممکلة العرب ليخبر معشقوته الأميرة تينتان، ثم عاد لمساعدة تاريل ليبدأ مرحلة من المخاطر والتحديات، حتى يستطيع فى النهاية من انقاذ الأميرة نيستان وتزويجها إلى البطل تاريل. للمزيد راجع،
 Lang (D.M.,) Land Marks in Georgian Literature School of oriental and African studies, 1966.p.20.
War drop (M.S), the man in panther’s skin, aromatic epic, oriental translation fund, news pies. Vol xxl, London, (912, pa ix, x)  
 

الموضوعات الرئيسية